في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي حزمة من الرسائل السياسية القوية، وضعت إطارًا واضحًا للموقف المصري والعربي تجاه الاعتداء الإسرائيلي الأخير على دولة قطر الشقيقة.
أولًا: رسائل الخطاب
تضامن عربي – إسلامي كامل، وهو ما أكد الرئيس السيسي ووقوف مصر إلى جانب قطر، واعتبار ما حدث انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن القومي العربي والإسلامي.
إدانة الممارسات الإسرائيلية، حيثُ تم وصف العدوان الإسرائيلي بـ«السلوك المنفلت» وتجاوز الخطوط الحمراء، محذرًا من دوامة تصعيد تُهدد استقرار المنطقة.
موقف مبدئي من القضية الفلسطينية: شدّد الرئيس السيسي، على أن الحل العسكري لن يُحقق الأمن، وأن الطريق إلى السلام يمر بإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، رافضًا أي أطروحات لتهجير الفلسطينيين أو فرض الأمر الواقع بالقوة.
دعوة للوحدة والتنسيق: اقترح إنشاء آلية عربية – إسلامية للتنسيق والتعاون في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، والعمل على تنفيذ قرارات قوية تغير ميزان القوى في المنطقة.
رسالة للشعب الإسرائيلي: أوضح أن استمرار السياسات الحالية يقوض مستقبل السلام ويهدد الاتفاقات القائمة ويجر المنطقة إلى الفوضى.
ثانيًا: التأثير المحتمل على المجتمع الدولي
الخطاب عزز صورة التوافق العربي- الإسلامي، ما قد يدفع الأمم المتحدة والدول الأوروبية لإعادة النظر في سياسات «الإفلات من العقاب» تجاه إسرائيل.
يضع حلفاء إسرائيل أمام اختبار علني بين دعمها أو احترام القانون الدولي، خاصة في مرحلة تتزايد فيها الانتقادات العالمية لانتهاكات حقوق الإنسان في النزاعات.
ثالثًا: التأثير على إسرائيل
يُشكّل ضغطًا دبلوماسيًا وإعلاميًا بتصوير الحكومة الإسرائيلية كمعزولة دوليًا، ما قد يزيد التوترات الداخلية على «نتنياهو» ويغذي معارضة سياساته.
تهديد اتفاقات السلام أو التلويح بإجراءات عربية جماعية يُعيد حسابات إسرائيل الأمنية والسياسية، خصوصًا مع حاجتها لوسطاء عرب في ملفات غزة والرهائن.
رابعًا: التأثير على الولايات المتحدة وإدارة ترامب
الرسائل الموحّدة من القمة تُستخدم كورقة ضغط على أي إدارة أمريكية، حتى ولو جمهورية؛ لإدراك أن الانحياز التام لإسرائيل قد يضر بمصالحها في المنطقة ويعقّد تحالفاتها.
يمكن أن تنشَّط جماعات الضغط والناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة لتوظيف هذه المواقف في الخطاب الداخلي الأمريكي، خاصة في أوقات الانتخابات.
خلاصة
خطاب الرئيس السيسي في «قمة الدوحة» لم يكن مجرد إدانة لفظية.. بل وضع خطوطًا عريضة لإستراتيجية عربية – إسلامية جديدة قوامها التضامن والعمل الجماعي والضغط السياسي والدبلوماسي المنظم.. نجاح هذه الرسائل في التأثير على إسرائيل أو على واشنطن يتوقف على مدى ترجمتها إلى خطوات عملية مشتركة، دبلوماسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، بما يحول الخطاب من موقف رمزي إلى قوة ضغط حقيقية.